قصة محزنة في تلف المئات من مؤلفات علماء مكة الكبار
قصة محزنة ومؤلمة في تلف المئات إن لم تكن الالاف من مؤلفات علماء مكة الكبار
اليوم عُدت لاستمتع بقراءة كتب الأعلام التي بين دفتيها قمم وهمم وعبر، ومواقف تهذب النفوس وتكسرها، وأحداث، ومن هذه الأحداث: قصة مؤلمة ومحزنة في تلف المئات إن لم تكن الالاف من مؤلفات علماء مكة الكبار لقلة عنايتهم بها والبخل، فحينما آلت ملكية هذه المؤلفات لأحفاد هؤلاء العلماء وبعض الأسر شحت في إعارتها لأهل العلم والإذن بنسخهأ، فتلفت مع مرور الزمن لعوامل البيئة وتقادمها، فواحسرتاه.
هذه الوقائع ياكرام مشاهدة قديمًا وحديثًا للأسف، وكتب التاريخ حافلة بمثل هذه الوقائع المحزنة، ومنها هذه الواقعة، فقد ترجم المؤرخ عبدالله ميرداد المكي (ت1343هـ) للعلامة أبو بكر بن عبدالوهاب زرعة المكي (ت1262هـ) ، وقال : «وكان المترجم أبو بكر كغيره من آهالي البيوت القديمة بمكة، قد حازوا الكتب الكثيرة المعتبرة، لا سيما تآليف أهل مكة، كتآليف بيت الطبري، وبيت الحطاب، ووالمفتي الشيخ محمد جارالله ابن ظهيرة، وابنه المفتي الشيخ علي، والملا علي القاري، والقطبي، وبيت عَلَّان، والشيخ عبدالرحمن المرشدي، وابنه الشيخ حنيف الدين، والعفيف الكازروني، وبيت فروخ، وبيت عتاقي زاده، والبيري، وبيت العجيمي، وبيت الريس، وبيت القلعي، وبيت سنبل، وبيت الميرغني، والشيخ عبدالرحمن الفتني ، وكانت رائجة في زمانهم، ولا يضنون بها على أهلها، وأما الآن فقد دثرت ولم يبق منها إلا نزر من جمّ لحصول التصاريف فيها، وذلك بسبب بخل ذريتهم من عدم إعارتها لأهلها لأجل القراءة فيها، أو نسخها، حتى تصير منها نسخ متعددة.
أما بيت المفتي فقد أكلت الأرض كتبهم.
وأما بيت الميرغني، وبيت شمس، وبيت ميرداد فقد أحرقت النار كتبهم بسبب حريق حصل عندهم.
وأما بيت الريس وبيت الزرعة فقد باعوا كتبهم على أهل الهند وأشباههم.
وكان يختلج في خاطري أنهم آثمون بسبب البخل المذكور، ثم إنى رأيت العلامة الشيخ محمد الحفني في (حاشيته على الجامع الصغير) عند حديث (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار) تعرض لذلك، حيث قال: ويدخل في كتمه منع إعارة الكتب). (نشر النور والزهر) (ق173).
0 تعليقات