سلسلة ( هاجر ) | دور المرأة المكية في الحركة الفكرية ( 2 ) أسرة الفاسي
عرف عن المرأة المكية الرحلة في طلب العلم , فقد كانت هناك مساحة واسعة في تمتعها بالحرية , فإذا أكملت تعليمها في بلدها ووجدت الظروف مهيأة لها لتلقي العلم خارج بلدها سارعت إلى شد الرحال بصحبة ذي محرم من أب أو أخ أو غيرهما محاولة التتلمذ على أكبر عدد من العلماء ناشدة الكمال العلمي فتتكبد المشاق في هذا السبيل .
ومن أشهر البيوتات المكية والأسر التي كان لنسائها دور بارز في الحركة العلمية بمكة المكرمة وساهمن في نشر العلم بين بنات جنسهن ونلن حظهن في مجال الإبداع العلمي والأدبي :
أسرة الفاسي
نافست بروح عالية وثابة أسرة من أعرق الأسر المكية في إنشاء النسيج المعرفي والعلمي لمجتمع مكة المقدسة وهي أسرة " الفاسي " , وينتهي نسبها إلى الحسن بن علي بن أبي طالب , وأول من نزل منها مكة " محمد بن محمد بن عبدالرحمن ( ت 719 هـ / 1319 م ) .
ومن أبرز علمائها مؤرخ مكة التقي محمد الفاسي , والواقع أن لهذه الأسرة دورًا كبيرًا في إبراز الحياة العلمية خاصة في علوم الحديث والفقه والتاريخ , وهي أسرة أسهمت في تنوير وتعليم الفتيات المكيات.
ومن أشهرهن وأميزهن أم الهدى زينب ابنة أبي الفتح محمد بن أحمد أبي عبدالله محمد الحسني الفاسي .
ولدت بمكة , وترعرعت في بيت علم ودين , واستقت العلوم من أسرتها , ثم نهلت العلوم الشرعية من علماء ومشايخ القرن التاسع من شتى أقطار العالم الإسلامي , فأجازها والدها , والنشاوري ,والصردي , وابن حاتم , والتنوخي , وابن أبي المجد وابن الذهبي , وابن العلائي , والهثيمي .. وغيرهم الكثير .
واستمرت في بث العلوم والمعرفة , وهي مصابة بالعمى في أواخر عمرها حتى حانت منيتها وفارقت الحياة عام ( 855 هــ / 1450 م ).
ورصد الفاسي في كتابه العقد الثمين ترجمة لعالمة من البيت الفاسي , وهي عائشة ابنة أبي الخير محمد التي رأت النور للحياة في مكة المكرمة عام ( 791 هـ / 1389 م ) وسلكت طريق علم سلكه آل الفاسي في مشوار حياتهم , فأجاز لها جمع من العلماء المكيين , من أشهرهم ابن منيع , وعبدالله خليل الحرستاني , وأبو الخير العلائي , والتنوخي واستمرت بالعطاء , ولكن المنيه عاجلتها ولم تبلغ الأربعين من عمرها وذلك عام ( 823 هــ / 1320 م ) .
وممن عرفن من نساء آل الفاسي كذلك :
- أم الحسين الصغرى فاطمة ابنة المحب المولودة بمكة عام ( 822 هــ / 1419 م ) .
- عائشة ابنة الشرائحي , التي منحت نساء مكة علمها ومعرفتها حتى توفيت عام ( 860 هــ / 1455 م ) .
- شريفة ابنة السراج عبداللطيف بن أبي الفتح محمد بن أحمد الحسني الفاسي , التي أضافت صورة جميلة للمرأة المكية في العلم والتعلم منذ ولادتها بمكة عام ( 810 هــ / 1407 م ) .
- أم كلثوم سعيدة ابنة التقي محمد بن أحمد علي الفاسي , التي عرفت بالعلم منذ نعومة أظفارها وتوفيت عام ( 883 هـ / 1478 م).
- أم الحسين رابعة ابنة القاضي عبدالقادر بن أبي الفتح محمد بن أحمد الفاسي التي لازمت والدها العلاّمة وتزودت من محيط علمه ومعرفته وحصلت على إجازات من العلماء وهي في سن مبكرة , واستمرت في العطاء إلى أن توفيت في عام ( 883 هــ / 1478 م ) .
المرجع :
بحث للدكتورعائض بن محمد الزهراني
نسقه وأعده للنشرعلى الموقع .. عضو إدارة محتوى قبلة الدنيا :
ضحى الحرازي
0 تعليقات